کد مطلب:90807 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:134
وَ أَمَرَهُ أَنْ لاَ یَعْمَلَ بِشَیْ ءٍ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ فیمَا ظَهَرَ فَیُخَالِفَ إِلی غَیْرِهِ فیمَا أَسَرَّ. وَ مَنْ لَمْ یَخْتَلِفْ سِرُّهُ وَ عَلاَنِیَتُهُ، وَ فِعْلُهُ وَ مَقَالَتُهُ، فَقَدْ أَدَّی الأَمَانَةَ، وَ أَخْلَصَ الْعِبَادَةَ. وَ أَمَرَهُ أَنْ یَلْقَاهُمْ بِبَسْطِ الْوَجْهِ، وَ لینِ الْجَانِبِ. وَ أَمَرَهُ أَنْ یَلْزَمَ التَّوَاضُعَ، وَ یَتَجَنَّبَ التَّكَبُّرَ، فَإِنَّ اللَّهَ یَرْفَعُ الْمُتَوَاضِعینَ، وَ یَضَعُ الْمُتَكَبِّرینَ[4]. وَ أَمَرَهُ أَنْ لاَ یَجْبَهَهُمْ وَ لاَ یَعْضَهَهُمْ، وَ لاَ یَرْغَبَ عَنْهُمْ تَفَضُّلاً بِالإِمَارَةِ عَلَیْهِمْ، فَإِنَّهُمُ الإِخْوَانُ فِی الدّینِ، وَ الأَعْوَانُ عَلَی اسْتِخْرَاجِ الْحُقُوقِ. وَ إِنَّ لَكَ، یَا مِخْنَفَ بْنَ سُلَیْمٍ[5]، فی هذِهِ الصَّدَقَةِ نَصیباً مَفْرُوضاً، وَ حَقاً مَعْلُوماً، وَ لَكَ فیهَا[6] [صفحه 902] شُرَكَاءَ أَهْلَ مَسْكَنَةٍ، وَ ضُعَفَاءَ ذَوی فَاقَةٍ، وَ غَارِمینَ وَ مُجَاهِدینَ، وَ أَبْنَاءَ سَبیلٍ، وَ مَمْلُوكینَ، وَ مُتَأَلِّفینَ[7]، وَ إِنَّا مُوَفُّوكَ حَقَّكَ، فَوَفِّهِمْ حُقُوقَهُمْ. وَ إِنْ لاَ تَفْعَلْ[8] فَإِنَّكَ مِنْ أَكْثَرِ النَّاسِ خُصُوماً یَوْمَ الْقِیَامَةِ. وَ بُؤْساً[9] لِمَنْ[10] یَكُونُ[11] خَصْمَهُ عِنْدَ اللَّهِ الْفُقَرَاءُ، وَ الْمَسَاكینَ، وَ السَّائِلُونَ، وَ الْمَدْفُوعُونَ[12]، وَ الْغَارِمُونَ، وَ ابْنُ السَّبیلِ. وَ مَنِ اسْتَهَانَ بِالأَمَانَةِ، وَ رَتَعَ فِی الْخِیَانَةِ، وَ لَمْ یُنَزِّهْ نَفْسَهُ وَ دینَهُ عَنْهَا، فَقَدْ أَحَلَّ بِنَفْسِهِ الذُّلَّ[13] وَ الْخِزْیَ فِی الدُّنْیَا، وَ هُوَ فِی الآخِرَةِ أَذَلُّ وَ أَخْزی. وَ السَّلاَمُ[14].
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ [ هذَا مَا أَمَرَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ عَلِیٌّ أَمیرُ الْمُؤْمِنینَ مِخْنَفَ بْنَ سُلَیْمِ الأَزْدی فی عَهْدِهِ إِلَیْهِ حینَ بَعَثَهُ عَلَی الصَّدَقَةِ. ] أَمَرَهُ بِتَقْوَی اللَّهِ رَبِّهِ[1] فی سَرَائِرِ أَمُورِهِ[2] وَ خَفِیَّاتِ أَعْمَالِهِ[3]، حَیْثُ لاَ شَهیدَ غَیْرُهُ، وَ لاَ وَكیلَ دُونَهُ.
صفحه 902.